سورة الأنبياء - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنبياء)


        


{قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَانْصُرُواْ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} وفي الذي أشارعليهم بذلك قولان:
أحدهما: أنه رجل من أعراب فارس يعني أكراد فارس، قاله ابن عمر، ومجاهد. وابن جريج.
الثاني: أنه هيزون فخسف الله به الأرض وهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. وقيل إن إبراهيم حين أوثق ليلقى في النار فقال: لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين، لك الحمد ولك الملك لا شريك لك.
وقال عبد الله بن عمر: كانت كلمة إبراهيم حين أُلقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل.
قال قتادة: فما أحرقت النار منه إلا وثاقه.
قال ابن جريج: ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ست وعشرين سنة.
وقال كعب: لم يبق في الأرض يومئذ إلا من يطفئ عن إبراهيم النار، إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه، فلذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها.
قال الكلبي: بنواْ له أتوناً ألقوه فيه، وأوقدوا عليه النار سبعة أيام، ثم أطبقوه عليه وفتحوه من الغد، فإذا هو عرق أبيض لم يحترق، وبردت نار الأرض فما أنضجت يومئذ كراعاً.
قوله تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} جعل الله فيها برداً يدفع حرها، وحراً يدفع بردها، فصارت سلاماً عليه.
قال أبو العالية: ولو لم يقل (سلاماً) لكان بردها أشد عليه من حرها، ولو لم يقل (على إبراهيم) لكان بردها باقيا على الأبد.


قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً} قيل إن لوط كان ابن أخي إبراهيم فآمن به، قال تعالى: {فَأَمَنَ لَهُ لُوطُ} [العنكبوت: 26] فلذلك نجاهما الله.
{إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [فيه] ثلاثة أقاويل:
أحدها: من أرض العراق إلى أرض الشام قاله قتادة، وابن جريج.
الثاني: إلى أرض بيت المقدس، قاله أبو العوام.
الثالث: إلى مكة، قاله ابن عباس.
وفي بركتها ثلاثة أقاويل: أحدها: أن منها بعث الله أكثر الأنبياء.
الثاني: لكثرة خصبها ونمو نباتها.
الثالث: عذوبة مائها وتفرقه في الأرض منها. قال أبو العالية: ليس ماء عذب إلا يهبط من السماء إلى الصخرة التي ببيت المقدس، ثم يتفرق في الأرض.
قال كعب الأحبار، والذي نفسي بيده إن العين التي بدارين لتخرج من تحت هذه الصخرة، يعني عيناً في البحر.
قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} فيها ثلاثة أوجه:
أحدها: أن النافلة الغنيمة، قال لبيد:
لله نافلة الأفضل. *** الثاني: أن النافلة الابن، حكاه السدي.
الثالث: أنها الزيادة في العطاء. وفيما هو زيادة قولان:
أحدهما: أن يعقوب هو النافلة، لأنه دعا بالولد فزاده الله ولد الولد، قاله ابن عباس وقتادة.
الثاني: أن إسحاق ويعقوب هما جميعاً نافلة، لأنهما زيادة على ما تقدم من النعمة عليه، قاله مجاهد، وعطاء.
قوله وجل: {وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً} فيه تأويلان:
أحدهما: أنه القضاء بالحق بين الخصوم قاله ابن عيسى.
الثاني: النبوة، قاله........
{عِلْمَاً} يعني فهماً.
{وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيةِ الَّتي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَآئِثَ} وهي قرية سدوم.
وفي الخبائث التي كانوا يعملونها قولان:
أحدهما: اللواط.
الثاني: الضراط {ونجيناه} قيل من قلب المدائن ورمي الحجارة.


قوله تعالى: {وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ} يعني إذ دعانا على قومه من قبل إبراهيم.
{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} ويحتمل وجهاً آخر إذ نجيناه من أذية قومه حين أغرقهم الله.
ويحتمل ثالثاً: نجاته من مشاهدة المعاصي في الأرض بعد أن طهرها الله بالعذاب.
{وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِأَيَاتِنَا} فيه وجهان:
أحدهما: نصرناه عليهم بإجابة دعائه فيهم. الثاني: معناه خلصناه منهم بسلامته دونهم.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9